هذه الصفحة لم تتم ترجمتها إلى اللغة العربية بعد. يمكنكم الحصول على ترجمة ألية من غوغل ولكن كونوا على علم بأن الترجمة الآلية ليست موثوقة ويمكن أن تشوه المعنى. وقد تم توفير هذه الخدمة كوسيلة مساعدة فقط. وينبغي عدم اعتمادها في الاستشهاد بوجهات نظر المشروع. وعند الحاجة للاقتباس يرجى طلب ترجمة احترافية لهذه الصفحة.    

ما زال أهم ما في التحليل التفصيلي التابع للمشروع بعد ظهوره في أوائل عام 2004، أنه بغض النظر عن أن جزءً منه قد عفا عليه الزمن، إلا أن معظمه يبقى وثيق الصلة بواقع اليوم، لا سيما فيما يتعلق بعدم الاهتمام الرسمي (وربما أقل من ذلك) بأوليات وسائل الإعلام.

لقد الاستشهاد برقم الـ10,000 قتيل المحزن، الذي وثقه المشروع، في دوائر من مختلف الانتماءات السياسية (ولكنه ليس بالضرورة مع ذكر المصدر).

وكما كان متوقعاً، أصبح هذا المعلم معلماً عابراً.

4. ما لا تعرفه لا يمكن أن يضر بك: الدفن الرسمي للمعلومات

4.1 الولايات المتحدة الأمريكية: الجهل التام

نادراً ما يعلق القادة السياسيون الأمريكيون عن سقوط ضحايا مدنيين في العراق، سواء أكانوا من الحزب الديمقراطي أم من الحزب الجمهوري.

أما هوارد دين، الذي يطلق عليه بعض المعلقين بأنه مرشح رئاسة الجمهورية "المعارض للحرب"، فقد ميَّز نفسه في خطاب ألقاه في ولاية أيوا الأمريكية يوم 3 نوفمبر/تشرين الثاني بالقول: "الآن هنالك ما يقارب الـ400 شخصاً قُتلوا وما كان ذلك ليحدث لو لا اتخاذ ذلك القرار وذهابنا للحرب. 1

إن الإيحاء الذي ضمنه دين في تصريحه (بإنه فقط يعتبر 400 قتيلاً من قوات التحالف "بشراً"، وبناءً عليه فإن آلاف القتلى العراقيين هم دون البشر ولا يستحقون الذكر)، ينبغي أن يودي إلى منعه من شغل أي منصب في أية دولة متحضرة. وكشف بحث في المواقع الالكترونية التابعة للديمقراطيين المرشحين للرئاسة عن أن واحداً فقط منهم، وهو دينيس كوسينيتش، يشير على موقعه إلى سقوط ضحايا من المدنيين في نقده لحرب بوش والاحتلال. وبصرف النظر عن كوسينيتش، فإن كل مرشح للبيت الأبيض يتواطأ مع الانتقاص من أهمية المآسي العراقية وتخفيضها تواطأً طوعياً وإرادياً.

وقد تباينت ردود الفعل الرسمية من جانب البيت الأبيض والبنتاغون مبنية على مواقف مختلفة، جميعها لا معنى لها ومتعارضة فيما بينها.

في 12 أبريل/نيسان، بعد وقت قصير من سقوط العاصمة العراقية بغداد، أشار ديفيد فروست مقدم برنامج في هيئة الإذاعة البريطانية لوزير الخارجية الأمريكية كولن باول بأن عدد القتلى المدنيين العراقيين البالغ (1254 شخصاً) منخفض نسبياً. وأجاب باول قائلاً: "يمكنني القول أنه منخفض نسبياً." 2

وفي آب/أغسطس، تحدث رئيس الإدارة المدنية الأميركي في العراق بول بريمر، أمام صحفيين في بغداد قائلاً :

إذا استعرضتم ما حققناه هنا، وهو تحرير 25 مليون شخصاً في أقل من ثلاثة أسابيع، مع عدد الضحايا المدنيين والأضرار الجانبية أقل من أي حرب سبقت في التاريخ...صحيح أن الخسائر في الأرواح البريئة هي مأساة لأي طرف ذي علاقة، لكن أعداد القتلى هي حقاً منخفضة جداً. 3

1 تم ذكر قول هاورد دين في الديمقراطيين والديمقراطية ، بول ستريت،Zmag.org ،26 يناير/كانون الثاني 2004.

2 يُذكر في مقالة "الولايات المتحدة لا تزال تتعامى عن الضحايا العراقيين، ديريك جاكسون، بوسطن غلوب، 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2003.

3 "بريمر يتحدى منتقدي احتلال العراق الذي تقوده الولايات المتحدة" لوكالة فرانس برس، 12 أغسطس/آب 2003.

4 جاكسون، سبق ذكره .

يبدو أن هذين التصريحين يدلان على اعتراف بأن رقم دقيق لعدد القتلى المدنيين هو معروف ومقبول، ويمكن من ثم تقييمه بأنه "منخفض". ولكن هذا التقييم لا يخضع لتمحيص دقيق، كما لمح ديريك جاكسون في صحيفة بوسطن غلوب،

العدد الإجمالي للقتلى المدنيين، سواء أكان 3200 أو 10000، هو منخفض بالمقارنة مع الحروب التقليدية في نصف قرن مضى. ولكنه لمدة عشر سنوات وعدت وزارة الدفاع الأمريكية بإنهاء الحروب كما عرفنا وتبديلها بضربات جراحية بأشعة الليزر على الأهداف العسكرية فقط. لا يمكن للجيش أن يدعي هذين الادعاءين، حيث من جانب يَعِدُ بدقة لم يسبق لها مثيل ومن جانب آخر يقلل من أهمية الأخطاء بذكر السياق التاريخي. وتجعل الدقة المزعومة الضحايا تبدو أقل كمثال على لطافة بوش بالمقارنة مع قوات وليام كالي الخارجة من نطاق السيطرة عندما أطلقت النار على 500 مدنياً فيتنامياً في قرية ماي لاي الفيتنامية عام 1968. وبما إن الغزو على العراق على ما يبدو كان مبنياً على أسس كاذبة فإن سقوط ضحية عراقية واحدة فقط تلطخ أيدينا بالدماء. نعم، قتل صدام حسين آلافاً من شعبه إلا أن مجزرة أمريكية لا تجعل الأمور في نصابها الصحيح. (4) 4

عندما يكون الأمر أكثر ملاءمة، يتم تبني نقطة جدل أخرى، وهي تسليط الضوء على صعوبة تقدير عدد الوفيات المدنيين. وفي مؤتمر صحفي انعقد في بغداد يوم 4 أغسطس/آب 2003، صرح المتحدث باسم الجيش الأميركي العقيد غي شيلدز أنه "لا توجد طريقة دقيقة" للاحتفاظ بسجل حول الوفيات بين المدنيين:

حسناً، لا نحتفظ بسجلات لسبب بسيط وهو أنه لا توجد طريقة دقيقة جداً. هنالك بعض الأحيان نقوم فيها بعمليات عسكرية ونكون شبه متأكدين أنه وقع فيها ضحايا مدنيين، في هذه الحالة نراجع الأمر. وعندما نصل الموقع للقيام بالمراجعة لا نجد أحداً هناك... وعلى صعيد الإحصاءات ليست لدينا تقديرات دقيقة عن الضحايا المدنيين الناجمين عن الحملة برمتها. وليس من المسؤولية بمكان إعطاء تخمينات محددة نظراً لوجود نطاق واسع من المتغيرات. وعلى سبيل المثال، كان لدينا بعض الحالات ظهرت خلال الصراع، كنا نعتقد بأن مدنيين أصيبوا بجروح وربما قتلوا، إلا أنه لدى اغتنام الفرصة للتحقيق من نتائج الاشتباك نكتشف أن الجرحى أو القتلى المدنيين قد تم إخراجهم من الموقع. فتجعل مثل هذه العوامل الاحتفاظ بسجل دقيق أمراً مستحيلاً. 5

عادة ما يتكرر ذكر الحقائق البديهية عن استحالة الحصول على عدد دقيق في جميع الحالات، كلما تم عرض أدلة وثائقية قوية عن حالات محددة. وبدلاً من التعامل مع التفاصيل الفعلية على الطاولة، يتم التذرع بالاستحالة المفترضة في الوصول إلى عدد إجمالي للوفيات كي لا تتم المحاسبة عن أي حالة وفاة. وليس هناك منطق من هذه الحجة على الإطلاق. وإذا طبقنا هذا المنطق على أحداث 11 أيلول، يُبرر عدم محاولة إحصاء أي عدد من القتلى في "نقطة الصفر" -- على أساس أنه لا يمكن أن يكون التعداد الدقيق مضموناً أبداً.

4.2 المملكة المتحدة: راضية عن جهلها

كتب ليو سميث، وهو عضو البرلمان البريطاني، إلى وزير الدفاع البريطاني آدم إنغرام مؤخراً، وحصل على الرد التالي:

في حين أن وزارة الدفاع لديها بيانات دقيقة تتعلق بعدد أفراد الخدمة في المملكة المتحدة الذين قُتلوا أو جُرحوا خلال عملية "تيليك" (غزو العراق)، ليست لدينا أية وسيلة لتأسيس أي قدر من اليقين حول عدد الضحايا العراقيين.

وفي سؤال آخر، طلب سميث من زير الدفاع ما إذا كان سيبحث تقارير عن سقوط قتلى عراقيين صادرة عن المراسلين الشهود العيان الذين كانوا مندمجين مع الجيش في غزو العراق، أو ما إذا كان سيطلب من سلطة الائتلاف المؤقتة القيام بدراسة ميدانية لعدد الوفيات الناجمة عن الصراع العسكري والتي أعلنت عنها المستشفيات في العراق، في الفترة من 19 مارس/آذار إلى 1 مايو/أيار، وما إذا كان سيجعل تقديرات عدد وفيات في الجيش العراقي جزءً من هدف التحقيق مع القادة العسكريين العراقيين الذين يُحتجزون. فأجاب السيد إنغرام بالتالي:

إن أية خسائر في الأرواح، ولا سيما في صفوف المدنيين، مؤسفة إلى أبعد حد، ولكن في أية عملية العسكرية بحجم عملية "تيليك" لا يمكن تجنب سقوط ضحايا فيها. غير أنه من خلال قواعد الاشتباك الصارمة جداً، واستخدام ذخائر دقيقة التوجيه والأساليب التكتيكية المستخدمة لتحرير مدن العراق الرئيسية، نحن مقتنعون بأن التحالف قد بذل كل ما لديه لتجنب وقوع خسائر لا داعي لها. ولذلك فإننا لا نقترح إجراء مراجعة رسمية عن وقوع ضحايا عراقية للفترة بين من 19 مارس/آذار و1 مايو/أيار."

ويذهب سميث إلى الاستنتاج التالي: "بالتأكيد هذا موقف لا إنساني وغير مقبول. على ضوء أنه يجب أن يُخصص على الأقل جزء من المعونة التي نقدمها للعراق ما بعد الحرب للأسر التي فقدت العائل أو تلك التي تضررت بشكل كبير أو فقدت الكثير من أفرادها بسبب الغزو، وبالتالي فإنه على مخططي مشروع المعونة إحصاء عدد العائلات المعوزة بسبب خسارتها. 6

6 رسالة: على الولايات المتحدة والمملكة المتحدة إعادة أعمار العراق ، ليو سميث، عضو البرلمان البريطاني، جريدة الإندبندنت، 18 سبتمبر/أيلول 2003.

نود أن نضيف أنه، بغض النظر عن عدد المرات التي تدارسنا فيها ظرف الحال "لذلك" في الجملة "لذلك فإننا لا نقترح إجراء مراجعة رسمية عن وقوع ضحايا عراقية،" لا يمكننا فهم كيف ترتبط تلك الجملة بسابقتها. هل يمكن للمرء، على سبيل المثال، تخيل شركة السكك الحديدية ترفض إجراءَ تحقيق في هوية الأشخاص الذين قُتلوا في حادث تحطم قطار على أساس أنها بذلت كل ما في وسعها لتجنب وقوع حوادث مثل هذا؟" إن موقف الحكومة البريطانية هو، حرفياً هراءٌ.