لقد شهد يوم الأحد الموافق للثاني و العشرين من شهر مايو/ أيار 2011 الانسحاب الرسمي و الكامل للقوات المسلحة البريطانية من العراق. 1 وهذا يوفر لنا لحظة مناسبة للتفكير في مصير المدنيين العراقيين الذين قتلوا في أعمال عنف في منطقة من مناطق نفوذ المملكة المتحدة.

الأبعاد العراقية غير المستكشفة للتدخل البريطاني في العراق

22 أيار/مايو 2011

1 "تنتهي العمليات في العراق مع الانتهاء من مهمة التدريب التابعة للبحرية الأمريكية"

2 يتم توفير  جدول زمني رسمي للمعالم الرئيسية للمشاركة البريطانية في العراق من قبل وزارة الدفاع البريطانية.

للحصول على معلومات أكثر تفصيلا عن الأنشطة و المسؤوليات التي يضطلع بها البريطانيون بين عامي 2003-2007 انظر رانفوالا جي Rangwala, G (2007) مندوب في الحرب: سياسة و مآزق بريطانيا في العراق 2003-2007 المجلة العالمية للدراسات العراقية المعاصرة. ا.3. 293-309

لقد كانت القوات البريطانية (الفرقة متعددة الجنسيات، جنوب شرق) مسؤولة عن الأمن في أربع محافظات في جنوب شرق العراق بعد الغزو عام 2003. هذه المحافظات كانت البصرة ، ميسان ، المثنى و ذي قار. 2

بينما تم تسليم هذه المسؤوليات للسلطات العراقية على مراحل اعتبارا من سبتمبر/ أيلول 2004 ، إلا إن مسؤولية الأمن في أعنف مناطقه- البصرة- فقد ظلت ضمن سلطة الجيش البريطاني حتى ديسمبر/ كانون الأول 2007 كما ظلت القوات البريطانية المقالتة في المنطقة و لكن بصفة استشارية حتى يوليو/ أيلول 2009.

لقد مثل رحيل بعثة البحرية الملكية التي كانت تقوم بمهمة تدريب الجنود العراقيين النهاية الرسمية لعمليات القوات المسلحة البريطانية في العراق.

2099 أخرين في قاعدة بيانات المشروع ذلك خلال فترة سيطرة القوات الأمنية البريطانية التي امتدت من أيار/مايو 2003 إلى كانون الأول/ ديسمبر 2007.

لقد كان معروفا لوزارة الدفاع البريطانية أنه لا يقل عن 1920 جريمة قتل تم تسجيلها في دوائر شرطة البصرة بين كانون الثاثي/ يناير 2006 و آذار/مارس 2008 و تم أرسالها إلى وزارة الدفاع البريطانية و تم بعد ذلك دمجها في قاعدة بيانات المشروع بعد طلب إلى الوزارة بناءا على أحكام قانون حرية المعلومات. 3

3 إننا نشكر البروفيسور مايك سباغات من جامعة هولاواي الملكية على النسخة الأصلية لطلب قانون حرية المعلومات و على تبادل المعلومات مع المشروع.

4 انظر مثال. محاكمة بريطانيا بشأ، العراقيين الذين قتلوا على يد حنودها ( الاندبندنت 1 مارس/ آذار 2004)

إن الأرقام أعلاه لا تتضمن الـ 1694 قتيل المدنيين و لا الجرحى المدنيين الـ 6184 في تلك المحافظات الأربع خلال فترة الاحتلال التي قادته كل من بريطانيا و الولايات المتحدة في مارس/ آذار و أبريل/ نيسان عام 2003 ( بالمقارنة مع 5720 قتيل و 11154 جريح من المدنيين الموثقين بالنسبة لبقية العراق خلال الغزو: فقد كانت المناطق الجنوبية طريقا رئيسية للقوات البرية الغازية).

أما الوفيات التي تلت الغزو منذ مايو/ أيار 2003 إلى كانون الأول/ ديسمبر 2007 فيمكن في الوقت الحاضر نسب 193 إلى قوات التحالف منها 124 تم تعريفها بكل تأكيد كضحايا لعمليات الجيش البريطاني و البعض الآخر كان أو لايزال موضع إجراءات قانونية. 4

لتحميل جداول المشروع التي توفر تفاصيل القتلى و المصابين المدنيين المبلغ عنهم في المحافظات الجنوبية الشرقية الأربع اضغط هنا .

إن أي درس يمكن استخلاصه من تدخل الجيش البريطاني في العراق -مثل ذلك الهدف المعلن للجنة تحقيق العراق التي يرأسها السير جون تشلكوت (والتي ستصدر نتائجها في أواخر 2011)- يجب أن يتطرق لمسألة الضحايا العراقيي. 5 ويجب أن يتضمن هذا ليس فقط الضحايا المدنيين و ينتبغي أن لا يقتصر على أولائك الذين سقطوا في المناطق التي خضعت لوقت مطول للسيطرة البريطانية و إنما ينتبغي أن يشمل كل العراقيين الذين قتلوا و إصيبوا منذ 2003، سواء أكانوا معروفين للعموم أم لم يكونوا. و من شأن أي تقييم للتدخل في العراق الذي لا يتضمن هؤلاء، العدد الكبير من الضحايا المباشرين للصراع، أن يُفشِل ليس فقط الناس في بريطانيا و إنما العراقيين أنفسهم بشكل خاص.

5   لجنة تحقيق العراق التي لا تقوم بالتحقيق (IBC 26 آب/ أوغسطوس 2010)

6 الوجود العسكري البريطاني في العراق الذي دام ثمان سنوات ينتهي يوم الأحد (جي يو أي) 18 أيار/مايو 2001)

دائماً تشير وسائل الإعلام البريطانية في تغطيتها للوجود العسكري البريطاني في العراق إلى العدد الدقيق للجنود البريطانيين الذين قتلوا (الحصيلة النهائية التي وصلت 179). 6 المحزن أنه لا يوجد إنتباه متواصل للقتلى العراقيين من المدنيين و الآخرين الذي يعود السبب فيه جزئياً إلى الافتقار إلى التأكد من العدد الدقيق. و لكن بدلاً من أستخدام هذا الشيء كذريعة لتجاهل الموضوع، فإن عدم اليقين بشأن رقم القتلى يشكل حاجة ملحة لدراسة القضية بشكل جدي.