في اخر مقابلات رئيس اركان القوات البريطانية السير مايك جاكسون، ادعى فيها الجنرال بأن اعداد المدنيين العراقيين الذين قتلوا من قبل القوات البريطانية لا يمكن تحديده. نحن نرفض التصديق بهذا و نوضح هنا امكانية تحديد هذا الرقم.

استجابة "ضحايا حرب العراق" الى الجنرال السير مايك جاكسون

لا يمكن ان يكون الامر غير معروف ابدا، فعدد المدنيين الذين قتلوا على يد القوات البريطانية حسب ما وثقته "ضحايا حرب العراق" يصل الى 300 مدني

نشر في 18 ابريل 2014

في نقاش مطول على قناة الجزيرة، وجه سؤالا الى الجنرال مايك جاكسون يقول " ما بين 2003 عندما دخلنا الى البلاد و 2011 عندما غادرت القوات البريطانية هل تستطيع اخباري عدد العراقيين المدنيين الذين قتلوا بقنابل او طلقات بريطانية؟" فكان جوابه "لا اعتقد انه يمكننا اعطاء رقم معين".

و اضاف السر مايك جاكسون "اعتقد انه من المستحيل معرفة من قتل من في موقف مضطرب مثل هذا. لا اعرف حقا".

و بقوله هذا فأن الرئيس السابق للجيش البريطاني يظهر انه يسقط عن نفسه مسؤولية المؤسسة العسكرية البريطانية في حتى تسجيل اعداد المدنيين الذي قتلوا في الاحداث التي تورطت فيها القوات البريطانية. منذ بداية احتلال العراق في 2003 قامت منظمة ضحايا حرب العراق بجمع الادلة من وسائل الاعلام، المسؤولين العراقيين و حتى من المؤسسة العسكرية ذاتها، و التي في العديد من الحالات تعطي حول من هو المؤول عن قتل ضحايا مدنيين محددين. تجاهل ما يعرفونه لانهم لا يعرفون كل حادثة حصلت ليس بالشيء المعقول.

و هذه كانت المرة الأولى التي يتجنب فيها القادة العسكريين على كلا جابني المحيط الاطلسي الرد على اسئلة مباشرة تخص الضحايا المدنيين. و خلال السنوات العشرة في شباط 2004، كانت منظمة ضحايا حرب العراق تواجه نفس ردود الافعال كل مرة.

"الابتذال في استحالة الحصول على احصاء دقيق في كل الحالات يتكرر فيكل مرة تظهر ادلة قوية لحالات معينة. بدلا من التعامل مع التفاصيل المتوفرة ، فأن الاستحالة المفترضة لتحقيق عدد كلي للضحايا تقدم على الاغلب كعذر لعدم تبرير اي من الحالات التي يقدم فيها ضحايا. هناك لامنطقية كبيرة في مثل هذه المناقشات. اذا ما طبقنا هذه على حادثة الحادي عشر من ايلول—على اساس انه لا يمكن الحصول على اي عدد صحيح للضحايا" 1

و هذا يعني ان القادة العسكريين و السياسيين كانوا يتجاهلون المعلومات التي كان بالإمكان استخدامها لتقليل الضحايا المدنيين من خلال تغيير الممارسات العسكرية التي يعتقد بأنها تسبب هذه الخسائر في الارواح المدنية.

رد منظمة ضحايا الحرب على عدد المدنيين العراقيين الذين قتلوا على ايدي القوات البريطانية:

في اربع محافظات جنوبية من بينها بصرة و ميسان، فأن القوات البريطانية تتولى مسؤولية الامن فيها من 5 ابريل 2003، و كان هذا مع اول دورية مشتركة مع الشرطة العراقية بعد اسبوع في الثالث عشر من الشهر. و حتى العاشر من نيسان في 2003 معظم الخسائر البشرية كانت قد تسببت بحملة انفجارات لكن دون الدخول الى السجلات العسكرية سيكون من المستحيل تحديد اي منها سببته العمليات البريطانية و اي منها نفذته القوات الاخرى. و لهذا السبب كان تحليلنا لتقدير عدد الضحايا الذين قتلوا من قبل القوات البريطانية في القصف الجوي خلال الاحتلال.

و بعد العاشر من نيسان اصبح لدى منظمة ضحايا حرب العراق سجلات واضحة عن الخسائر البشرية التي سببتها القوات البريطانية بشكل مباشر. و تتدرج هذه من حوادث سيارات عسكرية (مثلا الحادثة d5455) الى حوادث اطلاق النار (مثلا الحادثة k1177) الى حوادث قتل تحت الاحتجاز (كما في حالة x167). في جميع هذه الحالات كان هناك دروس علينا تعلمها.

من 20 مارس 2003 و حتى الانسحاب في 22 مايو 2011، قامت منظمة ضحايا حرب العراق بتسجيل 148-227 حالة موت في الحوادث التي تورطت فيها القوات البريطانية. و نقدر انه 47-97 حالة اخرى توعز الى "قوات التحالف" دون تحديد قد تسببت بها القوات البريطانية (انظر الاحصاءات في نهاية الصفحة). ليس من الممكن ان نكون اكثر دقة دون توفر معلومات تفصيلية اكثر خاصة حول ما يسمى بحملة انفجارات "الصدمة و الرعب" –وهي المعلومات التي بقيت في المكاتب العسكرية و بالتأكيد متاحة امام الجنرال جاكسون.

الحوادث التي تتورط فيها القوات البريطانية 324-195
الحوادث التي تتورط فيها قوات التحالف الاخرى 15149-12262

ما الذي تخبرنا به سجلات حرب العراق و ما يجب ان تعرفه المؤسسة العسكرية البريطانية عن العراقيين الذين قتلوا من قبل جنودها

ما عرفناه من سجلات حرب العراق التي سربتها ويكيليكس بأنه في الحقيقة المؤسسة العسكرية البريطانية لابد و انها كانت تعرف عن حوادث قتل فيها مدنيين تسبب بها جنود بريطانيين. و على ضوء بعض التفاصيل في سجلات الولايات المتحدة، فأنه للأسف يمكننا ان نقول بأن القادة البريطانيين ليس لديهم اي فكرة عن حجم الخسائر البشرية من المدنيين و التي سببتها القوات البريطانية و المذكورة في سجلاتهم.

و بالتالي ان تعليق الجنرال سير مايك جاكسون "لا اعتقد بأنه من الممكن اعطاء عدد معين" ليس بالرد الكافي على الاطلاق. في الانظمة الديمقراطية من المهم ان يرى المواطنين تبعات القرارات التي تتخذها حكومتهم خاصة عندما تكون هذه القرارات مأساوية و تتضمن خسارة لأرواح الابرياء. ان انكار المعرفة بأي شيء لأنه من غير الممكن معرفة كل شيء ربما تكون مجرد طريقة دبلوماسية لتجنب هذا السؤال المهم و لكنها ليست مقبولة اخلاقيا.



2 الجزيرة، هيد تو هيد، 28 مارس 2014، هل على الغرب ان ينهوا حروبهم؟ نص اللقاء

جزء من مقابلة على قناة الجزيرة:

هذا جزء من الحوار الذي اجراه السير مارك جاكسون مع مهدي حسن. و يبدأ المقطع المقتبس هنا في الدقيقة 5:52 2

مهدي حسن: ما بين 2003 عندما دخلنا الى البلاد و 2011 عندما غادرت القوات البريطانية هل تستطيع اخباري عدد العراقيين المدنيين الذين قتلوا بقنابل او طلقات بريطانية؟

مايك جاكسون: لا اعتقد انه يمكننا اعطاء رقم معين.

مهدي حسن: هل تستطيع ان تعطي تقديرا؟

مايك جاكسون: كلا.

مهدي حسن: لما لا؟

مايك جاكسون: لأني لا اعرف.

مهدي حسن: اليس من الواجب ان تعرف؟

مايك جاكسون: اعتقد انه من المستحيل ان تميز من قتل من في الوضع المضطرب الذي كنا فيه. لا اعرف.

مايك جاكسون: كيف يمكنني ان احكم ان شخصا في العراق، مواطنا عراقيا قد قتل لانه حمل السلاح ضد القوات المحتلة؟ او انه كان طائفيا. او انه كان حادثا، و الحوادث تحصل. من المستحيل بالنسبة الي تصنيف الضحايا بهذه الطريقة والا لأخبرتك و اخبرت شخص اخر.

تفاصيل الارقام التي تقدمها ضحايا حرب العراق:

حوادث القتل التي تتورط بها بريطانيا في البصر و ميسان 165-137
حوادث قتل في بقية العراق 62-11
اجمالي حوادث القتل التي تسبب بها القوات البريطانية 227-148
حوادث القتل المسجلة تحت مسؤولية "قوات التحالف" في البصرة و ميسان من 11 ابريل 2003 39-33
حوادث القتل التي من المحتمل ان تكون القوات البريطانيا سببتها دون تأكيد اضافة
39-0

3 يو اس اي اف ، 30 ابريل 2003، عملية تحرير العراق –بالأعداد

سجلات ضحايا تتورط بها "قوات التحالف"، قصف جوي، حتى يوم 10 نيسان 2003 657-542
8.4% من القنابل القيت من قبل قوات المملكة المتحدة خلال الاحتلال . 3 تضاف ما يقد ب
55-45
حوادث القتل المسجلة التي تتضمن "قوات تحالف" غير محددة، باستثناء القصف الجوي ،خارج البصرة و ميسان 1698-1503
حوادث قتل مسجلة متورطة بها القوات البريطانية، ليست قصفا جويا، ومن غير محافظتي البصرة و ميسان 12-9
حوادث القتل المسجلة التي تتورط بها قوات تحالف اخرى، باستثناء الضربات الجوية ، خارج بصر و ميسان 7158-5816
تقدير حودث القتل المضافة الى القوات البريطانية خراج البصرة و ميسان اضافة
3-2
حوادث القتل الاجمالية تسببها القوات البريطانية او تتورط بها 324-195